نور وهداية
بقلوب ملؤها المحبة

وأفئدة تنبض بالمودة

وكلمات تبحث عن روح الاخوة

نقول لكم أهلا وسهلا

اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا

بكل سعادة وبكل عزة


ونتمنى منكم المشاركه والتسجيل معنا في منتدانا ونفخر بكم

أسرة منتدى نور و هداية
نور وهداية
بقلوب ملؤها المحبة

وأفئدة تنبض بالمودة

وكلمات تبحث عن روح الاخوة

نقول لكم أهلا وسهلا

اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا

بكل سعادة وبكل عزة


ونتمنى منكم المشاركه والتسجيل معنا في منتدانا ونفخر بكم

أسرة منتدى نور و هداية
نور وهداية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أطفالنا والقرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رحيق الجنة
Admin
Admin
رحيق الجنة


انثى
عدد المساهمات : 255
تاريخ التسجيل : 13/07/2011
الموقع : مصر
العمل/الترفيه : ربة منزل
المزاج المزاج : الحمدلله

  أطفالنا والقرآن Empty
مُساهمةموضوع: أطفالنا والقرآن     أطفالنا والقرآن I_icon_minitimeالجمعة مايو 16, 2014 8:28 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أطفالنا والقرآن


إن حب القرآن لهو شيءٌ عظيم ، لا يُرزقه إلا كل سعيد

إن الطفلٌ الذي في جوفه القرآن ، أو شيءٌ من القرآن ، أو طفل يُحِبُّ القرآن لهو نورٌ في الأرض يتحرك وسط الظلام الأخلاقي الذي يسود أيامنا الحالية ، وصِرنا نخشى اتساع رقعته في الأعوام القادمة .

بل كيف نتصور حال الزمان الذي سيعيشه أبناؤنا ؟!!

وإذا كان المَخرج من هذه الفِتن هو التمسُّك بكتاب الله ، وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فما أحرانا بأن نحبِّب القرآن إلى أبناءنا ، لعل القرآن يشفع لنا ولهم يوم القيامة ، وعساه أن ينير لهم أيامهم ، ولعل الله ينير بهم ما قد يحل من ظلام حولهم .

وفي السطور القادمة محاولة لإعانة الوالدين - أو مَن يقوم مقامهما – على أن يربوا أطفالاً يُحبُّون القرآن الكريم ، فأرجو الله تعالى أن ينفع بها ، وله الحمد والمِنَّة :

لماذا نحبِّب القرآن الكريم إلى أبناءنا ؟!!


إن الأسباب – في الحقيقة - كثيرة ... ولعل ما يلي هو بعضها :

1- لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن ، ودستور حياته ، فهو كلام الله الذي تولَّى حفظه دون سائر ما نزل من كتب سماوية ، لذا فإن أطفالنا إذا أحبوه تمسَّكوا بتعاليمه ، ومن ثمَّ لم يضلِّوا أبداً .

2- لأن القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في النفس عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، وخير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ، وخير ما يسكُب في القلب برد الطمأنينة والرضا ، وخير ما يمكن أن نُناجي به مولانا في هدأة الأسحار ، " فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيه على آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ، ولن يعرف تشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً لنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن ... وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهما المرجوة في تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً ".

3. لأن القرآن الكريم هو" الرسالة الإلهية الخالدة ، ومستودع الفِكر والوعي، ومنهج الاستقامة ، والهداية ، ومقياس النقاء و الأصالة " ، فإذا أحبه الطفل كان ذلك ضمانا ً- بإذن الله – لهدايته ، واستقامته ، وسِعة أفقه ، ونقاء سريرته ، وغزارة علمه .

4-" لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّوا على ذلك، ولعل منهم مَن يصبح قاضيا ً ، أو وزيراً ، أو رئيساً ، فيجعل القرآن العظيم له دستوراً ومنهاجاً ، بعد أن ترسَّخ حبه في نفسه منذ الصِّغَر" .

5- لأن حب الطفل للقرآن يعينه على حفظه ، ولعل هذا يحفظ الطفل ، ليس فقط من شرور الدنيا والآخرة ، وإنما أيضاً من بذاءات اللسان .... ففم ينطق بكلام الله ويحفظه يأنف ، ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذب وسائر آفات اللسان .

6- لأن أبناءنا أمانة ٌ في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم ، وسوف نسألٌُ عنهم يوم القيامة ، وكفانا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" ؛ فالضياع قد يكون أخلاقياً ، وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ، وقد يكون مادياً - كفانا الله وإيَّاكم شر تضييع أبناءنا - ولن نجد أكثر أماناً من القرآن نبثه في عقول وأرواح أطفالنا حِفظاً لهم من كل أنواع الضَّياع !!!!

7- لأن ذاكرة الطفل صفحة ٌ بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود!!!

فإذا أحب الطفل القرآن الكريم ، أصبح فهمه يسيراً عليه ، مما يولِّد لديه ذخيرة من المفاهيم والمعلومات التي تمكِّنه من غربلة ، وتنقية الأفكار الهدامة التي تغزو فِكرَهُ من كل مكان .

8- لأننا مٌقبلون - أو أقبلنا بالفعل - على الزمن الذي أخبر عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم :أن فيه " تلدُ الأَمَة ربَّتَها" أي تتعامل الإبنة مع أمها وكأنها هي الأم !!!!

فلعل حب القرآن في قلوب الأبناء يخفِّف من حِدة عقوقهم لوالديهم في هذا الزمان .

9- لأن أطفالنا إذا أحبوه وفهموه ، ثم عملوا به ، وتسببوا في أن يحبه غيرهم ... كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم الدين ، يوم يكون المسلم في أمس الحاجة لحسنة واحدة تثقِّل ميزانه .

10- ( لأن هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ، لكنه كبير عند الله ، فهو من عباده الصِّغار،لذا فمن حقه علينا أن نحترمه ، وأن نعطيه حقه من الرعاية ، والتأديب... ولقد قال صلى الله عليه وسلم :" أدّبوا أولادكم على ثلاث خِصال : حب نبيكم ، وحب آل بيته ، وتلاوة القرآن فإن حَمَلة القرآن في ظل عرش الرحمن يوم لا ظِل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه" رواه الطبراني ) .


11- لأن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي يربط المسلمين بربهم ، ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ، وما أحوج أطفالنا- حين يشبُّوا- لأن يرتبطوا بشتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في وقت اشتدت فيه هجمات على الدين الإسلامي والمسلمين من كل مكان .



كيف أغرس في قلب طفلي حب القرآن ؟!!!



إن الهدف المرجو من هذا الكتيب هو مساعدة الطفل على حب القرآن الكريم ، من أجل أن يسهُل عليه حِفظه ، وفهمه ، ومن ثمَّ تطبيقه .

ومن أجل ذلك علينا أن نبدأ من البداية ، وهي اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة ، فقبل أن ننثر البذور علينا أن نختار الأرض الصالحة للزراعة ، ثم المناخ المناسب لنمو هذه البذور ...حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات ، يسُرُّ القلب والعين .


بعد ذلك تأتي المراحل التالية ، والله المستعان عليها :

أولاً : مرحلة الأجِنَّة :

في هذه المرحلة يكون الجنين في مرحلة تكوين من طَور إلى طَور ... ولك أن تتخيل جنينك وهو ينمو ويتكون على نغم القرآن المرتَّل !!!!

فلقد أثبتت البحوث والدراسات المتخصصة في علم الأجنة أن الجنين يتأثر بما يحيط بأمه، ويتأثر بحالتها النفسية ، حتى أنه "يتذوق الطعام التي تأكله وهي تحمله، ويُقبل عليه أكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة !!!"

كما أثبتت الأبحاث أن هناك ما يسمَّى " بذكاء الجنين " .

أما أحدث هذه الأبحاث فقد أثبتت أن العوامل الوراثية ليست فقط هي المسئولة عن تحديد الطباع المزاجية للطفل ، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم لجنينها وهو ما زال في رحمها ، فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتوي على كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها ، و حرص الأم على مزاولة المشي وتمرينات ما قبل الولادة ، فإن الحامل تحتاج أيضاً إلى العناية بحالتها النفسية ، لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلى إفراز هورمونات تمر إلى الجنين من خلال المشيمة ، ،فإذا تعرض الجنين إلى ضغوط نفسية مستمرة ، فإنه سيكون في الأغلب طفلاً عصبياً ، صعب التهدئة، ولا ينام بسهولة ... بل وربما يعاني من نشاط مُفرِط ، وًمن نوبات المغص "

إذن فالحالة النفسية للأم تنعكس - بدون أدنى شك- على الجنين ، لأنه جزء منها ... لذا فإن ما تشعر به الأم من راحة وسكينة بسبب الاستماع إلى القرآن أو تلاوته ينتقل إلى الجنين ، مما يجعله أقل حركة في رحمها، وأكثر هدوءا ً، بل ويتأثر بالقرآن الكريم ... ليس في هذه المرحلة فقط ،وإنما في حياته المستقبلية أيضاً!!

ولقد أوضحت الدراسات المختلفة أن الجنين يستمع إلى ما يدور حول الأم ، ويؤكد هذا فضيلة الشيخ الدكتور "محمد راتب النابلسي"-الحاصل على الدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام- في قوله : " إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقا ً بالقرآن "

كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلى آيات القرآن الكريم ، أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً على سماع القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد ، بل إنه يميِّزه من بين الأصوات ، وينجذب نحوه كلما سمعه وهولا يزال رضيعاً !!!!!

لذا فإن الإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في فترة الحمل يزيد من ارتباط الطفل عاطفياً ووجدانياً بالقرآن ، ما يزيد من فرصة الإقبال على تعلُّمه وحِفظه فيما بعد .


مرحلة ما بعد الولادة حتى نهاية العام الخامس

--------------------------------------------------------------------------------

تبدأ هذه المرحلة بخروج الجنين إلى الدنيا حيث أول محيط اجتماعي يحيط به ، لذا فإنها تعد الأساس في البناء الجسدي والعقلي والاجتماعي للطفل ، ولها تأثيرها الحاسم في تكوين التوازن الانفعالي والنضوج العاطفي ، فلا عجب إذن أن يركز المنهج الاسلامي على إبداء عناية خاصة بالطفل في هذهِ المرحلة ، " فالطفل في أيامه الأولى ، وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية ليعوِّض ما اعتاده وأِلفه وهو في وعاء أمه . "

لذا نرى المولى سبحانه يوصي الأم بأن ترضع طفلها حولين كاملين ، ويجعل هذا حقاً من حقوق الطفل ، كما نراه – عز وجل - يكفل للأم في هذه الفترة الطعام والكساء هي ورضيعها ، كما جاء في قوله سبحانه : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمعروف ) البقرة :233

ولقد فطن العرب منذ آلاف السنين إلى تأثير فترة الرضاعة على تكوين شخصية وطباع الطفل فكانوا يختارون لأبنائهم المرضعة حسنة الخُلُق ، الودودة .

ولطالما عجبت كاتبة هذه السطور من السيدة " آمنة بنت وهب " التي ألقَت بوليدها الوحيد بين أحضان امرأة أخرى يلتقم ثدياً غير ثديها ، وينهل من حنان غير حنانها ، وهي التي مات عنها زوجها ، وهي بعد لم تزل عروساً زُفت إليه منذ شهور... ولكن التفكير في مصلحة الوليد كان فوق كل هذه المشاعر والأحاسيس ، فقد كانت مكة تعد بلاد حَضَر، وكان العرب يرجون لأبناءهم جوا ًبدوياً ينشئون فيه " لكي يبتعدوا عن أمراض الحواضر، و تقوى أجسامهم ، وتشتد أعصابهم ، ويتقنون اللسان العربي في مهدهم " .

كما كانت الصحابيات - رضوان الله عليهن - يُغنِّين لأطفالهن من الذكور أثناء الرضاعة أغاني تُحفِّز على البطولة والرجولة ، لترسخ هذه المعاني في أذهانهم منذ نعومة أظفارهم!!!

فما بالنا بالأم التي ترضع وليدها على نغمات القرآن المرتل بصوتٍ ندي .... ألا يعينه ذلك على حب القرآن الكريم ؟!!

وفي عصرنا الحالي ، نرى " علماء النفس يولون هذه المرحلة أهمية قصوى باعتبارها الهيكل الذي تُبنى الشخصية على أساسه ، فنراهم يُجرون دراسات حول ما يسمى بذكاء الرضيع ، ثم يقومون بمحاولات تربويية لاستغلال هذه الفترة في تنشئة أطفال عباقرة " .

ومن ثم ، فإن الأم التي تُرضع طفلها على صوت ندِيٍ يتلو القرآن الكريم ، فإن الراحة والسكينة والاطمئنان والحنان الذين يشعر بهم الطفل وهو بين أحضان أمه سيرتبطون في عقله اللاواعي بالقرآن الكريم ... ومن ثَمَّ يصبح القرآن بالنسبة للطفل - فيما بعد - مصدراً للأمن والاطمئنان والسعادة ، ونوعاً آخر من الزاد الذي يشبع قلبه وروحه ، كما كانت الرضاعة تشبع بطنه وتُسعد قلبه ، فإذا كانت الأم هي التي تتلو القرآن مجوَّداً ، فإن ذلك يكون أقرب لوجدان الطفل وأشد تأثيراً فيه ، وأهنأ له ولأمه .

ولنا أن نتخيل هل سيظل طفل كهذا يصرخ طوال الليل أو يكون نومه مضطرباً وهو محفوف بالملائكة بسبب القرآن الكريم ؟!!!!

ولعل الفائدة ستعم أيضاً على الأم ، حيث يعينها الاستماع إلى القرآن على هدوء النفس وراحة الأعصاب في هذه الفترة ، مما يجنِّبها ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة الذي تُصاب به معظم الوالدات .



العام الثاني من حياة الطفل



تلعب القدوة - في هذه المرحلة - دورا ًهاماً ورئيساً في توجيه سلوك الطفل ، لذا فإنه إذا شعر بحب والديه للقرآن من خلال تصرفاتهما فإن هذا الشعور سوف ينتقل إليه تلقائياً ، ودون جهد منهما ، فإذا سمع أبيه يتلو القرآن وهو يصلي جماعة مع والدته ، أو رأى والديه – أو مَن يقوم مقامهما في تربيته – يتلوان القرآن بعد الصلاة ، أو في أثناء انتظار الصلاة ، أو اعتاد أن يراهما يجتمعان لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة في جو عائلي هادىء .... فإنه سيتولد لديه شعور بالارتياح نحو هذا القرآن .

وإذا لاحظ أن والديه يفرحان بظهور شيخ يتلو القرآن وهما يقلِّبان القنوات والمحطات ، فيجلسا للإستماع إليه بإهتمام وإنصات ، فإنه سيتعلم الإهتمام به وعدم تفضيل أشياء أخرى عليه .

وإذا رآهما يختاران أفضل الأماكن وأعلاها لوضع المصحف ، فلا يضعان فوقه شيء ، ولا يضعانه في مكان لا يليق به ، بل ويمسكانه باحترام وحُب ... فإن ذلك سيتسلل إلى عقله اللاواعي ... فيدرك مع مرور الزمن أن هذا المصحف شيءٌ عظيم ، جليل ، كريم ، يجب احترامه ، وحُبه وتقديسه .


وإذا رأى الأم تستمتع بالإنصات لآيات القرآن الكريم وهي تطهو أو تنظف المنزل ، ورأى نفس الشيء يحدث مع والده وهو يقوم بترتيب مكتبته مثلاً .... فإن ذلك يجعله يفضِّل أن يستمع إليه هو الآخر حين يكبر وهو يؤدِّي أعمالاً روتينية مشابهة .



العام الثالث حتى نهاية الخامس


يقول فضيلة الشيخ ، الدكتور " محمد راتب النابلسي " من دراستي في التربية علمت أن أخطر سن في تلقي العادات والتقاليد و المبادىء والقيم ، هو سن الحضانة ، ثم سن التعليم الابتدائي .

ويستطرد شيخنا قائلاً " إن الطفل يستطيع أن يحفظ القرآن في سِنِي حياته الأولى ، فإذا كبر فهم معانيه، ولكن بعد أن يصبح لسانه مستقيماً بالقرآن ، فيشب وقد تعلم الكثير من الآداب "

كما يؤكد الدكتور " يحي الغوثاني " - المتخصص في الدراسات القرآنية - أن " الطفل إذا حفظ القرآن منذ صغره اختلط القرآن بلحمه ودمه "

لذا ففي هذه السن - غالباً - يمكننا أن نبدأ بأنفسنا تعليمه تلاوة القرآن تلاوة صحيحة ، فإن لم يتيسر ذلك ، فلا بأس من اختيار معلمة أو معلم ، يكون طيب المعشر ، لين الجانب ، حازم في رفق ، ذو خُلُقٍ قويم ، واسع الأُفُق ، وأن يكون مُحِبَّاً لمهنته... كي ينتقل هذا الحب إلى تلاميذه ، مع ملاحظة أننا " لا ينبغي أبداً أن نُجبر الطفل على حفظ القرآن أو نضربه إذا لم يحفظ ، بل يجب أن تكون جلسة الاستماع إلى القرآن أو حفظه من أجمل الجلسات وأحبها إلى قلبه ، وذلك من خلال تشجيعه بشتى الصور المحببة إلى قلبه ، من مكافآت مادية ومعنوية ، وغير ذلك ... فإذا كان مَن يحفِّظه يتَّبع أسلوباً عنيفاً أو غير محبَّب فلنستبدله على الفور إن نهيناه ولم ينتهَِ "


لابد من مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال :

* فإن كان طفلك غير متقبل للحفظ في هذا السن ، فعليك أن تُمهله حتى يصير مهيَّأً لذلك ، مع الاستمرار في إسماعه القرآن مرتلا ً.

* أما إذا كان لدى طفلك القُدرة والاستعداد قبل هذا العمر ، فيجب أن تنتهز هذه الفرصة ، وتشكر الله على هذه النِّعمة ، فتشجعه وتعينه على حفظ القرآن الكريم ، كما يحدث مع "بعض الأطفال الذين يحفظون بعض من سور القرآن الكريم مع إتقان كامل لمخارج الحروف .

وفي هذه المرحلة (ما بين العام الثالث والخامس ) ينبغي أن نعلِّم الطفل الأدب مع كتاب الله ، " فلا يقطع أوراقه ، ولا يضعه على الأرض ، ولا يضع فوقه شيئاً ، ولا يدخل به دورة المياه ، ولا يَخُط به بقلم " وأن يستمع إليه بانتباه وإنصات حين يُتلى .

ومن معالم هذه المرحلة الولع بالاستماع إلى القصص، لذا يمكننا أن ننتقي للطفل من قصص القرآن ما يناسب فهمه وإدراكه ، مثل : قصة أصحاب الفيل، وقصة ميلاد ونشأة نبينا محمد صلىالله عليه وسلم ، وقصة موسى عليه السلام مع الخِضر، وقصته مع قارون ، وقصة سليمان عليه السلام مع بلقيس والهدهد ،وقصة أصحاب الكهف .... بشرط أن نقول له قبل أن نبدأ :

هيا يا حبيبي لنستمتع معاً بقصة من قصص القرآن "!!!!

ومع تكرار هذه العبارة سيرتبط حبه للقصص بحب القرآن ، وسترتبط المتعة الروحية التي يشعر بها -من خلال قربه من الأب أو الأم ، وما يسمعه من أحداث مشوِّقة - بالقرآن الكريم ، فيعي – مع مرور الزمن - أن القرآن مصدراً للسعادة والمتعة الروحية .

ومن المفيد أن نختم كل قصة بالعِبَر المستفادة منها .... ومما يساعد الوالدين على ذلك سلسلة شرائط " قصص الأنبياء" للدكتور طارق السويدان ، وكتاب " قصص القرآن للأطفال " للدكتور د. "حامد أحمد الطاهر "
(صدر عن دار الفجر للتراث ،خلف الجامع الأزهر بالقاهرة)

كما أن رواية هذه القصص قبل النوم يجعل هذه القصص أكثر ثباتاً في ذاكرته ، ومن ثم أشد تأثيراً في عقله ووجدانه .

و في هذه المرحلة يمكننا أن نعلِّمه حب القرآن أيضاً من خلال الأناشيد التي تكون ممتعة بالنسبة له ، فيسهل عليه تذكُّر معانيها طوال حياته .

فقد ثبت علميا ًأن " الطفل يتذكر ما هو ممتع بالنسبة له بصورة أفضل ولمدة أطول ، بالإضافة إلى أنه يستخدمه في نشاطه المستقبلي "



ومن أمثلة هذه الأناشيد ما يلي :

" اللهُ ربي ...

محمدٌ نبيي ...

وهو أيضاً قدوتي ...

والإسلامُ ديني ...

والكعبةُ قبلتي ...

والقرآن كتابي ...

والصيام حصني ...

والصَدَقة شفائي ...

والوضوء طَهوري ...

والصلاة قرة عيني ...

والإخلاص نِيَّتي ...

والصِدق خُلُقي ...

والجَنَّةُ أملي ...

ورضا الله غايتي


***

أنا يا قومي مسلم ٌ أنا يا قومي مسلمٌ

إن سألتُم عن إلهي فهو رحمن رحيم

أو سألتم عن نبيي فهو ذو خُلقٍُ عظيم

أو سألتم عن كتابي فهو قرآنٌ كريم

أو سألتم عن عدُوِّي فهو شيطانٌ رجيم





العام السابع حتى العاشر



في هذه المرحلة يمكن أن نشجِّعه بأن تكون هدية نجاحه أو تصرُّفه بسلوك طيب هي مصحفٌ ناطقٌ للأطفال يسمح له تكرار كل آية مرة على الأقل بعد القارىء ، أو أشرطة صوتية للمصحف المعلِّم كاملاً ، أو قرص كمبيوتر يحوي المصحف مرتلا ً، وبه إمكانية التحفيظ ، كما يمكن إلحاقه بحلقة قرآنية في مركز للتحفيظ يتم اختياره بعناية بحيث يكون موقعه قريباً من البيت ، كما يكون نظيفاً ، جيد التهوية ، جميل المظهر،حتى يٌقبل عليه الطفل بحب ورضا ، مع متابعة المحفِّظ لنتأكد من أن أسلوبه في التلقين والتحفيظ تربوي ، أو على الأقل ليس بضارٍ من الناحية التربوية .

كما ينبغي أن نمدح الطفل ونُثني على سلوكه كلما تعامل مع المصحف بالشكل الذي يليق به .

ويمكن في هذه المرحلة أن نسمع معه مثل هذه الأناشيد التي يسهُل عليه حفظها ، كما نشجعه على أن يمنحها - مسجلة على شريط - كهدايا لأصحابه في الحلقة القرآنية ، أو جيرانه ، أو أقاربه :


إقرأ كتابَ الله ورتِّلِ الآيات .... مادام في هُداه سعادة الحياة

رتِّلهُ في الصبح ، رتله في المساء .... كالبلبل الصدَّاح في غابةٍ خضراء

فإن تكن صديقاً لآلِه الحسان .... يرسم لك الطريق بأجمل الألحان

يُنبيك عما كان في الأرض من أخبار .... في سالف الأزمان ويُظهر الأسرار

كم قصة رواها عن أنبياء الله ..... اللهَ ما أحلاها تُتلى على الشِّفاه

وحين يُصغي الناس إليك في سرور .... وتبدأ الأعراس من حولهم تدور

ويسأل الأطفال ويسأل الشبان ..... ما ذلك الجمال ؟!فقل هو القرآن

إقرأ كتاب الله ورتِّل الآيات ..... مادام في هُداه سعادة الحياة


****


طِفلٌ كان طَهور الصدر *** يجلس بعد صلاةِ الفجر

يتلو في القرآن بصوتٍ *** أحلى من تغريد الطير

يتلوه ويفكر فيه *** يتأمل حسن معانيه

ويراهُ قصصاً رائعة *** يسرح فيها وتُسلِّيه

كل صباح كان أبوه *** يأتي فيراهُ يتلوه

وله يُصغي في إعجابٍ *** ذلك أغلى ما يرجوه

قال له يوما يا ولدي *** ما تقرأ والصوت ندي

قال أرتِّل خيرَ كتابٍ *** فأُضيء به يومي وَ غَدِي

قال بصوت فاض حنانا *** إقرأ وكأن القرآنَ

يتنزل من عند المولى *** بالآياتِ عليكَ الآنَ

قال ومِن أجمل ما قال *** إن كتاب الله رسالة

بدأ الطفل إذا رتَّله *** يدرُس روعتَهُ وجلالَه

لما الطفل المؤمن شبَّ *** ونما عقلا وزكا قلبا

أمسى يكتب فِكراً حُرَّاً *** ومضى يَنْظُم شِعراً عَذبا

طِفلٌ كان طَهورَ الصدر *** يجلس بعد صلاةِ الفجر...


******


ألفٌ لامٌ ميم ، القرآن كريم .... يتلوه الأطفال في حب وجمال

ما أحلى الكلمات في تلك الآيات .... لما في البستان رتِّله حسَّان

غردت الأطيار من فوق الأشجار .... نسماتٌ خضراء عطَّرتِ الأجواء

لما ذات مساء قرأتْ فيهِ دُعاء .... سمعَتها النجمات أرسلت البسمات

قالت جلَّ الله صوتُكِ ما أنْداه!!!!!

كان البدرُ يسير فوق الأرض يدور .... يستمع القرآن من كل البلدان

يهتف يا ألله قولك ما أحلاه !!!!!

أصوات الأطفال ونساءٌ ورجال .... تقرأ في القرآن

تشدو في إيمان ..... تشهد أن الله أنزله وحماه



وللإستماع اليها يمكنكم زيارة الرابط التالي :

http://www.enshad.net/htm/kids/A'3la_Hadeyah_D/



ومن الضروري أن نجعل للطفل كرامة من كرامة القرآن الذي يحفظه ، كأن يقول له الأب : لولا أنك تحفظ القرآن لعاقبتُك .

كما ينبغي أن نشرح له أهمية القرآن الكريم للمسلم والعالَم ، وكيف كانت البشرية تعيش قبل نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم .

ويظل دور القُدوة مستمراً مع الطفل ، فإذا تردد على سمعه من والديه عبارات قرآنية مثل :



" الحمد لله ربِّ العالمين "

" حسبُنا الله ُونِعمَ الوكيل"

" ذلك فَضلُ الله يؤتيه مَن يشاء"

" ومَن يتَّقِ اللهَ يجعل له مَخرجا ً، ويرزَقْهُ مِن حيثُ لا يحتَسِب "

" فصبرٌ جميلٌ ، والله المستعان "

" وأفوِّضُ أمري إلى الله "

" إنَّما أشكو بَثِّي وحُزني إلى الله "

" والله غالبٌ على أمره "

" ومّن يتوكل على اللهِ فهوَ حَسبُه "

" وما مِن دابة في الأرضِ إلا على الله رِزقُها "

" يومَ لا ينفع مال ولا بَنون إلا مَن أتى الله َ بقلبٍ سليم "



فإن الطفل سيرددها دون أن يعلم معناها ، ولكنها مع مرور الوقت ستصبح مفهومة لديه ، ليس هذا فحسب ، وإنما ستكون له نبراساً يضيء له ظلام حياته ، ومنهاجاً يعينه على ما يصادفه من مصاعب ومشكلات .

وينبغي أن نستمر معه في رواية قصص القرآن – بنفس الطريقة - فنروي له في هذه المرحلة مثلاً :

قصة الخلق منذ آدم ، و قابيل وهابيل ، ثم قصة نوح عليه السلام ، وقصة زكريا ويحي عليهما السلام ، وقصة مريم و عيسى عليهما السلام وهاروت وماروت ، وأصحاب القرية ، وأصحاب الكهف ، وأصحاب الجنة .

العام الحادي عشر حتى الثالث عشر



في هذه المرحلة تتسع دائرة الطفل الاجتماعية ويزداد حِرصاً على تكوين علاقات اجتماعية ، كما يزداد ارتباطاً بأصحابه وزملائه ... ويمكن استغلال ذلك في إلحاقه - وأصحابه إن أمكن - بحلقة تعليم أحكام التجويد ، مع تشجيعه و مكافاءته بشتى الطرق المادية والمعنوية ، ومنها تعريفه بفضل تعلُّم القرآن وتجويده ، مثل الأحاديث الشريفة :

" أهل ُالقُرآن هُم أهل ُالله ِو خاصَّتُه " ، و" الماهِرُ بالقٌرآن مع السَّفَرَة الكِرام البرَرة ، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتَعُ فيه ، وهو عليه شاق ، فله أجران "، و" خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمَه " ، و"من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أرد الآخرة فعليه بالقرآن،ومَن أرادهما معا ًفعليه بالقرآن " ، "إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" ، ( يَؤمُّ الناس أقرؤهم لكتاب الله تعالى )

ويمكن أن نعرِّفه بذلك بطريقة غير مباشره بحيث ندعو أصحابه المفضَّلين إلى المنزل ، ونسألهم عدة أسئلة نعرف أنهم يعرفون إجابتها ، ثم نسأل عن فضل تعلُّم القرآن وتجويده ، فإن لم يعرفوا أقمنا بينهم مسابقة لمن يعثر على أكبر قدر من الأحاديث والآيات حول ذلك ، مع توجيههم للاستعانة بمكتبة المدرسة أو أقرب مكتبة عامة ، أو نعطيهم مما لدينا من كتب ومراجع . . فإذا وصلوا إلى المعلومة بأنفسهم كان ذلك أشد تأثيراً في نفوسهم، وأيسر إيصالاً للمعلومة إلى قلوبهم قبل عقولهم .

كما يمكن أن نضع - في مكان بارز بالبيت - لوحة أو سبورة يمكن أن يكتب عليها الأولاد أحاديث شريفة عن فضل القرآن الكريم ، بحيث يتسابقون في البحث عنها ، ووضعها على هذه اللوحة ، بمعدل حديث كل أسبوع ، ليرونه كلما مروا بها فيحفظونه ، ويتناقشون مع الأم أو الأب حول معناه ، وبعد ذلك تكون هناك جائزة لمن وضع أكبر عدد من هذه الأحاديث .

كما يمكن إلحاق الطفل مع أصحابه بمعسكرات الأشبال الصيفية التي تهتم بتعليم أحكام التجويد .

وينبغي في هذه المرحلة ان نستمر في رواية قصص القرآن له ، أو إهداءه أشرطة فيديو ، أو أقراص مضغوطة ، بها تسجيل مصوَّر لهذه القصص .

ومما يناسب الطفل في هذه المرحلة من قصص القرآن :

قصة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده في سبيل الله ، وقصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل ، والأرض المقدسة ، وقصة ذو القرنين ، و يأجوج ومأجوج، وأصحاب الأخدود ، و طالوت ، و دواد ، و جالوت عليهم السلام ، وقصة الإنسان والشيطان ، (التي وردت في الآية 18 من سورة الحَشر) ، وقصة يوسف عليه السلام، وقصة أيوب عليه السلام .




العام الرابع عشرحتى السادس عشر



في هذه المرحلة يمكننا أن نناقشه حول فكرة :

" هل يمكن أن يكون القرآن كلام بشر؟!!"

وأن نشجعه على أن يبحث عن المعلومات بنفسه ، ويتعاون مع أصحابه في عمل أبحاث حول إعجاز القرآن في شتى المجالات ، وأن نتبادل معهم الأبحاث لتعم الفائدة بينهم،كما يمكن تشجيعهم جميعا ًعلى نشر هذه الأبحاث عبر البريد الإلكتروني، وفي المنتديات المختلفة ، ويا حبذا لو كانوا يتقنون اللغات الأجنبية ، فعندئذٍ يمكنهم أن يترجمونها إلى هذه اللغات وينشرونها أيضا ًعلى شبكة الإنترنت ... ومما يشجعهم على ذلك أن نحيطهم علماً بالأجر الذي سيحصلون عليه بسبب ما يفعلونه إن كانت النية خالصة لله تعالى .

كما يمكن أن نعقد جلسة أسبوعية تجمعه مع إخوته وأصحابه المقربين لنشرح لهم – في جو هادىء يسوده الود - الهدف من كل سورة من سور القرآن ، مع أسباب نزولها ، ويمكن الاستعانة في ذلك بأحد التفاسير مثل " صفوة التفاسير" ، وبعد ذلك يمكنهم أن يمارسوا أي نشاط ترفيهي يفضلونه، مع تقديم الحلوى والمرطبات ، لنجعل من هذه الجلسة الأسبوعية شبه احتفال!!!! .

ومن خلال هذه الجلسات يمكننا أيضاً أن نوضح لهم معنى قول الله تعالى : " ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهَل مِن مُدَّكِر" ؟!!

"ومن أدلة هذا التيسير أن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يحفظه مئات الألوف من الناس صغارهم ، وكبارهم ؛ التوراة –على سبيل المثال - لم يستطع أن يحفظها سوى أربع : " موسى" ، وهارون" ، و" عُزير" ، و" يوشع " .. حتى أن التوراة حين ضاعت في سَبي بابل لم يستطع كتابتها سوى " عُزير" !!!

ومن المفيد أن نُخبر أبنائنا أن الهجمات الشرسة على القرآن الكريم لا تتوقف ، ومنها محاولة تشويهه وتحريفه ، ولعل أشهرها – حتى وقت كتابة هذه السطور- هو ما صدر مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان :" الفرقان الحق" وهو قرآن (جديد) طُبعت منه آلاف النسخ ، و يُتوقع له أن يغزو العالم الإسلامي في خلال السنوات العشرين القادمة !!

كما ينبغي أن نوضح لهم أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم ، في قوله " إنَّا نحنُ نزَّلنا الذِّكرَ وإنَّا له لحافِظون"

ولعل هذا يذكرنا بهذه القصة الطريفة :

" كان أحد المستشرقين يزور القاهرة منذ حوالي عامين ، فقال لأحد شيوخ الأزهر : " سننزع الإسلام من صدوركم"!!! فقال له الشيخ :" على رِسلِك " ثم أخذه إلى الشارع ، فلقيَ أطفالاً فطلب منهم الشيخ أن يقرءوا - من الذاكرة - سوراً معينة من القرآن ، فقرأوا ، والمستشرق ينظر إليهم في دهشة بالغة ، فلما أفاق من دهشته سأل :" هل كل أطفالكم يحفظون القرآن؟!! "

فسأله الشيخ :" وهل كل أبناءكم يحفظون كتبكم المقدسة ؟!!"

ثم أردف الشيخ :" مادام أطفال المسلمين يحفظون القرآن،فلن تستطيعوا أبداً أن تنزعوا الإسلام من قلوبنا"!!!

ماذا لو لم أبدأ مع طفلي منذ البداية ؟!!!!

إذا كان هذا هو حالك ، فيمكنك أن تستعين بالله تعالى ، وتدعوه في سجودك أن يشرح صدر أبنائك لحب القرآن والإقبال على حفظه وفهمه ، وتطبيقه ، وأن يخلطه بلحمهم ودمهم ، ثم تبدأ بالتدريج ، وبالرفق واللين ، مع كل منهم حسب مرحلته العمرية حتى يوفقك الله إلى مُبتغاك بفضله ، فإن استصعبتَ الأمر فتذكر قول الله تعالى :

"والذين َجاهَدوا فينا لنهديَنَّهُم سُبُلَنا "

وإن أصابك الفتور في منتصف الطريق فتذكر قول الله عز وجل:"

" ومَن يُعظِّم شعائرَ الله ِفإنََّها من تقوى القلوب "


وماذا لو لم أُرزق بأطفال حتى الآن ؟!!!

إن لم تكُن قد رُزقت بأطفال حتى الآن ، فاعلم أن لديك خيرٌ كثير يفتقد إليه غيرك، ونعمة من الله يغبطك عليها الآخرون - وأنت لا تشعر - وهي وقت الفراغ الذي يمكنك استثماره بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة ، من خلال إفادة أطفال المسلمين بما علِمت ، سواء كانوا من الأقارب أو الجيران ، أو التلاميذ ، أو اليتامى في دور رعاية الأيتام أو في بيوتهم ، فلا تتردد ، بل توجَّه إليهم ومد إليهم يدك ، فهم أحوج ما يكونون إليها ، وأنت أحوج ما تكون إلى الأجر، فاقترب منهم وحاول أن تزرع في قلوبهم الصغيرة حب القرآن الكريم ، واستعِن بالله ، فهو خير مُستعانٌ به .

وأخيراً ............



فإن حب القرآن لهو شيءٌ عظيم ، لا يُرزقه إلا كل سعيد ، وإني لأرجو أن يكون أبنائي وأبناءكم – بعون الله وفضله – من أولئك السعداء ، وأن يكون ذلك الحب شفيعاً لناولهم يوم القيامة .... آمين .

والحمد لله ربِّ العالَمين




منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nour-wa-hedaya.1forum.biz
 
أطفالنا والقرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور وهداية :: البيت المسلم :: الطفل المسلم-
انتقل الى: